top of page

كمال

Capture d’écran 2020-05-29 à 14.40.26.

كان كمال في الرابعة والعشرين من عمره عندما هاجم الجيش الصربي قريته كيفلجاني في شمال البوسنة. سُجِنَ في معسكرات مختلفة، بما في ذلك معسكر الاعتقال عمرسكا، مع أخيه ومع مسلمين آخرين لعدة أشهر، فقد كان شاهدا على إبادة جماعية حيث أصبح التعذيب، والحرمان من الحرية والغذاء، والإذلال، والموت مَشَاهِدا لحياته اليومية. والأسوأ من ذلك كله أن كمال وشقيقه يعرفان شخصيا معذبيهما، إنهم جيرانهما، الناس الذين يلتقيان بهم كل يوم. وكانت الصدمة كبيرة لدى الكامل وساده عدم الفهم عندما تعرف على أحد أساتذته الذي كان ممن يعذبون السجناء..  

 

أعقاب نشر تقرير يندد بفظائع معسكر عمرسكا وتحت الضغط الدولي، أطلق الصرب سراح سجنائهم وغادر كمال إلى إنجلترا. بالغم من أنه يعيش اليوم في أمان إلا أن ماضيه لا يزال يطارده، و يغذي بداخله كراهية عميقة اتجاه جلاديه. إن مشاعره هاته تمنعه من أن يعيش الحياة السلمية التي كان يطمح إليها. فطلب المساعدة وكان واحدا من القلائل الذين استفادوا من المساعدة النفسية المقدَّمة، فاكتشف سبيله: إن العمل من أجل بناء السلام واتباع تعاليم نيلسون مانديلا. لقد قرر بناء السلام ليس مع أصدقائه ولكن مع أعدائه بالأمس.

 

تمكن كمال في عام 2008 من استعادة شيئامن الطمأنينة الباطنية والراحة النفسية. وفي صباح أحد الأيام، تيقن وأصبح على وعي تام بوضعه، إنه لم يعد ضحية، لقد نجى من الهلاك والموت. وهكذا قرر أن يصبح مواطنا ملتزما يكافح ويناضل في الحياة ومن أجل الحياة.  

 بهذا الموقف تمكن كمال من ملاقاة الآخر. إن التفكير العميق الذي قام به حول نفسه جعله يدرك أنه لم يعد بحاجة إلى البحث عن السبب أو الخطأ أو الشخص المسؤول المذنب. إنه يتطلع إلى المستقبل، بحكمة رجل الخبرة.

مدفوعا بهذه الرغبة في المستقبل، أنشأ في انجلترا جمعية Most MIRA – جسر للسلام - . إنها جمعية تعمل على تثقيف الشباب في الفن وتكوين صداقات على الرغم من الاختلافات العرقية، كما تحتفل بالتنوع في منطقة بريجيدور في شمال البوسنة. وخطوة بخطوة، مع أعمال وأنشطة صغيرة من أجل المصالحة، والاستقرار من حوله، تمكن كمال من أن يعيد بناء الروابط والعلاقات بين البشر.

الأعمال والأنشطة ملموسة : يلتقي الشباب حول الأنشطة الفنية ويتعرفون على بعضهم البعض بعيدا عن المآسي العائلية وبعيدا عن الصراعات الموروثة عن الآباء. واليوم، يجري بناء مركز ثقافي. الرمزية قوية: هذا المركز مبني شبر بشبر في نفس المكان على أنقاض منزل كان يقع على الحدود بين قريته المسلمة والقرية المسيحية المجاورة.

سيتم افتتاح مركز السلام في سبتمبر 2021،في حين يواصل كمال زرع حماس ثابت لا مثيل له لبناء السلام الذي يطمح إليه من أجل ابنه.

تريدون  متابعة أنشطة كمال  ؟

bottom of page